ان الصلاة على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحدها طريق الحقيقة، فمع انه صلى الله عليه وسلم قد حظي بمنتهى الرحمة الالهية اظهر الحاجة الى منتهى الصلاة عليه، ذلك لان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذو علاقة مع آلام الامة جميعاً، وله حظ بسعاداتهم. ولعلاقته بسعادة جميع الأمة المتعرضة لأحوال لا نهاية لها في مستقبل غير محدود يمتد الى ابد الآباد، أظهر صلى الله عليه وسلم الحاجة الى منتهى الصلاة عليه.
ثم ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عبد وهو رسول في الوقت نفسه. فيحتاج الى "الصلاة" من حيث العبودية. ويحتاج الى "السلام" من حيث الرسالة. اذ العبودية تتوجه من الخلق الى الخالق حتى تنال المحبوبية والرحمة، فـ "الصلاة" تفيد هذا المعنى.
اما الرسالة فهى بعثة من الخالق سبحانه الى الخلق فتطلب السلامة (للمبعوث) والتسليم له، وقبول مهمته والتوفيق لإجراء وظيفته. فلفظ "السلام" يفيد هذا المعنى.
ثم اننا نقول "سيدنا" ونعبّر به: يا رب! ارحم رئيسنا الذي هو رسولكم الينا ومبعوثنا الى ديوان حضرتكم، كي تسرى تلك الرحمة فينا.
اللهم صلّ وسلّم على سيدنا محمد عبدك ورسولك وعلى آله وصحبه أجمعين.
لا اله الا الله