القصـــة الأولــى
ـــــــــــــــــــــ
القصة تبدأ عندما كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء ،
خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه.
الرجل الذي انضرب على وجهه تألم ولكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة كتب على الرمال :
اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي .
استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا.
الرجل الذي انضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق،
ولكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق وبعد ان نجا الصديق من الموت قام وكتب على قطعة من الصخر :
اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي الصديق الذي ضرب صديقه وأنقده من الموت سأله :
لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال والآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟
فأجاب صديقه :
عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمال حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها ،
ولكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخر حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحوها ..
تعلموا أن تكتبوا آلامكم على الرمال وأن تنحتوا المعروف على الصخر .
القصـة الثانيه
أربع زوجات
ـــــــــــــــ
كان لملك في قديم الزمان 4 زوجات...
كان يحب الرابعة حبا جنونيا ويعمل كل ما في وسعه لإرضائها....
أما الثالثة فكان يحبها أيضا ولكنه يشعر أنها قد تتركه من أجل شخص آخر...
الثانية كانت هي من يلجأ إليها عند الشدائد وكانت دائما تستمع إليه وتتواجد عند الضيق....
أما الزوجة الأولى فكان يهملها ولا يرعاها ولا يؤتيها حقها مع أنها كانت تحبه كثيرا
وكان لها دور كبير في الحفاظ على مملكته.
مرض الملك وشعر باقتراب أجله ففكر وقال
(أنا الآن لدي 4 زوجات ولا أريد أن أذهب إلى القبر وحديا
فسأل زوجته الرابعة:
(أحببتك أكثر من باقي زوجاتي ولبيت كل رغباتك وطلباتك فهل ترضين أن تأتي معي لتؤنسيني في قبري ؟
فقالت: (مستحيل)
وانصرفت فورا بدون إبداء أي تعاطف مع الملك.
فأحضر زوجته الثالثةوقال لها
(أحببتك طيلة حياتي فهل ترافقيني في قبري ؟ )
فقالت (بالطبع لا : الحياة جميلة وعند موتك سأذهب وأتزوج من غيرك)
فأحضر الثانية وقال لها
(كنت دائما ألجأ إليك عند الضيق وطالما ضحيت من أجلي وساعدتيني فهلا ترافقيني في قبري ؟
فقالت (سامحني لا أستطيع تلبية طلبك ولكن أكثر ما أستطيع فعله هو أن أوصلك إلى قبرك
( حزن الملك حزنا شديدا على جحود هؤلاء الزوجات ،
وإذا بصوت يأتي من بعيد ويقول ...........
.أنا أرافقك في قبرك...
أنا سأكون معك أينما تذهب..
فنظر الملك فإذا بزوجته الأولىوهي في حالة هزيلة ضعيفة مريضة
بسبب إهمال زوجها لها فندم الملك على سوء رعايته لها في حياته وقال
:كان ينبغي لي أن أعتني بك أكثر من الباقين ،
ولو عاد بي الزمان لكنت أنت أكثر من أهتم به من زوجاتي الأربع
في الحقيقة كلنا لدينا 4 زوجاتالرابعةالجسد :
مهما اعتنينا بأجسادنا وأشبعنا شهواتنا فستتركنا الأجساد فورا عند الموت الثالثةالأموال
والممتلكات : عند موتنا ستتركنا وتذهب لأشخاص آخرين الثانيةالأهل والأصدقاء :
مهما بلغت تضحياتهم لنا في حياتنا فلا نتوقع منهم أكثر من إيصالنا للقبور عند موتنا الأولىالعمل الصالح :
ننشغل عن تغذيته والاعتناء به على حساب شهواتنا وأموالنا وأصدقائنا مع أن اعمالنا هي الوحيدة
التي ستكون معنا في قبورنا ....
يا ترى إذا تمثلت روحك لك اليوم على هيئة إنسان ...
كيف سيكون شكلها وهيئتها ؟؟؟...
هزيلة ضعيفة مهملة ؟..
أم قوية مدربة معتنى بها ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصة الثالثة
ــــــــــــــــ
تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد
وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ
فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك ..
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ ..
وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر ..
رافقوه إلى منزله وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي
وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ ..
وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي ..
وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها ..
تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة ..
وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر ..
لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية حتى لو كَلّفَ ذلك
أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ
المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي
ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر
أو حتىَ مِنْ محض الخَيال
!! لكنْ ..
هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ !!
منقول للأمانه